الثلاثاء، 21 يونيو 2011

"هنري فورد الفرنسي" يغزو السوق الاوروبي بسيارته الـ "ستروين"

(الحلقة الاولى)
كتب محمد خميس :  
قبل الحرب العالمية الاولى كان رجل الصناعة الفرنسي " اندرية ستروين" يعمل في بناء الدروع للجيش الفرنسي, وخلال الحرب العالمية الاولى لعب دورا كبيرا في مجال صناعة الذخيرة الفرنسية بتاسيسه مصنعا لانتاج وتصنيع الملايين من القنابل , وعقب انتهاء الحرب العالمية الاولى عمل على تاسيس مصنعا للسيارات الصغيرة "تايب اية" عام 1919, وسرعان ما حظي بشهرة واسعه حتى لقب في هذه الفترة بـ"هنري فورد الفرنسي" , وانبثق شعار ستروين من شارتين عسكريتين مزدوجتين ابتكرها ستروين بنفسه , وذهبت العديد من التحليلات الى مرجعية ان ستروين كان يهودي ماسوني, وفسروا الشعار على انه رمزا ماسونيا ,  وكان سيتروين يتمتع بمهارات تسويقية حيث استخدم برج ايفل في دعايته الاعلانية للسيارة باحدث الابتكارت العلمية في فن التسويق.
وكونه محبا للرحلات الاستكشافية فقد رعى العديد من تلك الحملات في لاسيا وافريقيا بسيارته الستروين , الامر الذي جعل اسمها واسع الانتشار في افريقيا حيث القاء مزيد من الاهتمام من الجانب الاعلامي والتي عادة ما كان يصطحب علماء وصحفيين في هذه الرحلات الاستكشافية.
في عام 1942 حرص ستروين على تطوير انتاجه من السيارات باضفاء مزيد من القوة عليها, فعمل على ابرام اتفاق مع المهندس الامريكي ادوارد باد , الذي عمل على تطوير هياكل السيارات بتصنيع هياكل من المعدن المقاوم للصدأ , ومن هنا التحق بالعمل بشركة ستروين , الطرازات العتيقة 
وقد تم طرح اول سيارة ذات هيكل معدني بالكامل في اوروبا عام 1928, وكان تمسك الشركات المنافسة باستخدام الهياكل الخشبية جعلهم يقدمون تصميمات جديدة ومبتكرة, فيما لم تقدم ستروين اي تطور جديد في تصميماتها الامر الذي جعلها تحظى بلقب "السيارة ذات الطرازات العتيقة" , ورغم ذلك فقد استمرت ستروين في تحقيق مبيعات عالية وبارقام كبيرة, وذلك بسبب انخفاض سعر السيارة , وهذا ما وضع ستروين في مازق الخسارة الفادحة التي لحقت به , ولتفادي تلك الخسارات المتلاحقة والمتتالية عمل على الافصاح عن طراز ثوري جديد الطراز " ترافكشن افانت" , وسحقت كل معاني المنافسة من السيارات المطروحة في ذلك الحين, لتطورها, فقد انفردت بثلاث مميزات وصفات جعلتها منفردة في تصميمها وادائها حيث " الجر الامامي والتعليق الامامي المنفصل, وهيكل متحد دون فواصل" , وقد تم تفويض ادوارد باد ليقدم تصميم مبدأي تمخض عنه الطراز ترافيك افانت ذات ال32 حصانا عام 1934 .
معايير اساسية
وجاء الطراز "تراكشن افانت" من ستروين ليحدد المعايير الاساسية للتصميمات الميكانيكية والتي تم اتباعها في صناعة السيارات الميني بعد ثلاثين عاما من وضعها. ويتم الاخذ بها في في معظم مصانع السيارات في العالم حاليا .
وفي عام 1933 انتجت ستروين اول سيارة تعمل بالديزل تم انتاجها في اطار تجاري, بعد ان طور هاري ريكاردو المحرك.
وفي عام 1948 دشنت ستروين الطراز "سي في 2" في "صالة باريس" , وقد حققت مبيعات هائلة, لانها جاءت لتلبي حاجة الريفيين الفرنسيين بديلا عن الحصان , وظلت خطوط انتاج الشركة تنتج هذا الطراز حتى عام 1990, وكان المارة يرون الطراز في شوارع فرنسا الى وقت قريب .
وانتجت ستروين اول سيارة تستخدم نظام الـ "التعليق بعدة مستويات " ويعرف بنطام التعليق الالي الذي يعتمد على رفع السيارة عن سطح الارض وزيادة الخلوص الارضي بمجرد تشغيل المحرك, وامكانية ضبطه على مستويات متعددة عام 1955 بانتاج الطراز " دي اس" , كما تميزت ايضا بانها اول سيارة اوروبية تعمل بمكابح قرصية , بالاضافة الى تميزها بانها مجهزة بـ  وتعليق هوائي آلي  "هيدروليكي "كما تم تزويد المقود بانظمة الطاقة .
وكانت ستروين تطمح في تحقيق طفرة وتطور سريع مما جعلها تقع تحت طائلة الخسائر الفادحة, ساهمت بشكل كبير في تدمير اقتصاد الشركة , وقد اغلقت الشركة ابوابها لتصبح ادارتها من حق شركة ميشلان للاطارات, والتي كتعتبر من اكبر المساهمين فيها, وكان من حسن حظ ميشلان ان الطراظ "تراكشن افينت" كان يلاقي نجاحا باهرا وقتها, لان تصميمه كان يتمتع بفلسفة رائعة وكان كلمة السر لاستمرار شركة ستروين.
المشكلة التي كانت تعاني منها ستروين تلك الفترة هي قلة راس مالها, وقلة التطور المصاحب لظهور طرازاتها التي يتم طرحها لاول مرة, بالاضافة الى قلة الخدمات التي تقدمها وتوزيعها, وقد عانت الشركة عند تقديمها للطرازين الهامين "دي اس" و "سي اكس", وكان مسالة ظهورهما شبة مستحيلة, لذلك تم تقديمهما بمحرك عتيق ذو اربعة اسطوانات وقتها.
وفي اثناء الحرب العالمية الثانية في الفترة 1939 – 1945, قامت المانيا باحتلال فرنسا, واستغل مهندسو التصميم هذه الفترة عاكفين على ابتكار العديد من الطرازات التخيلية حتى يتم طرحها للاسواق في المراحل المقبلة , وهي "سي في 2" و"دي اس" , وقد حازت لك الطرازات على اعجاب زبائن ستروين, واشاد بها الصحفيون على انها تصميمات رائدة وغاية في الروعة لانها تشذ عن المالوف في عالم السيارات.
تم نشر المقال في جريدة السيارات - مسقط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق