الثلاثاء، 21 يونيو 2011

ستروين .. محطات وأزمات


(الحلقة الثانية )
كتب محمد خميس :
شهدت الفترة (1975 إلى 1995) إخفاقا في الطلب على السيارة ستروين, وذلك بعد فترة نجاح هائلة من زيادة الطلب عليها بسبب انفراداتها في تصميماتها التي كانت سببا رئيسيا في شهرتها, حيث اتسم الاتجاه العام للطلب آنذاك نحو السيارات المميزة مثل البورش والفيراري, لما اتسمت به من مميزات حصرية لا تتوافر في طرازات الستروين التي أحجمت عن اضفاء اي لمسات ابتكارية على طرازاتها في تلك الفترة.
ورغم ذلك تعتبر ستروين اول سيارة تستخدم نظام الـ "التعليق بعدة مستويات" الذي يعرف بنطام التعليق الالي الذي يعتمد على رفع السيارة عن سطح الارض وزيادة الخلوص الارضي بمجرد تشغيل المحرك, وامكانية ضبطه على مستويات متعددة, كان ذلك عام 1955 بانتاج الطراز "دي اس", كما تعتبر اول سيارة اوروبية تعمل بالمكابح القرصية, بالاضافة الى تميزها بتجهيزها بنظام التعليق الهوائي الآلي "الهيدروليكي".
وجاء تميز ستروين من خلال الطرازات "اس ام" و"جي اس", و"اكس ام" و"بي اكس" و"سي اكس", حيث انفردت بنظام الضغط العالي الهيدروليكي الذي كان اساسا في العديد من طرازاتها, وهذا يجعلها مرتفعة عن الارض عند تشغيل المحرك, وكان بها تدريج عند باب السائق يسمح بضبط ارتفاع السيارة عن الارض الامر الذي يساعدها على التغلب على تذليل العوائق التي تواجه السيارة, وخاصة عند السير البطيء, كذلك يسهل عملية تغيير الاطارات دون عناء, بالاضافة الى قدرته على امتصاص التواءات الطريق بكل انسيابية .
واشتهر ستروين بريادته في تصميم السيارات على اسس الديناميكا الهوائية التي تعمل على تحسين استهلاك الوقود في السيارة وتحسين الاداء على سرعات عالية وذلك بتقليل مقاومة الهواء للسيارة.
محطات مرحلية
وفي عام 1963 وقعت ستروين اتفاقية مع بيجو لتوريد مواد خام وقطع غيار, ومعدات واستمرت الاتفاقية سارية حتى عام 1965, ثم قامت ستروين بالتعاون مع شركة بانهارد لصناعة السيارات للاستفادة من خبراتها في صناعة السيارات متوسطة الحجم , وبذلك اكتملت تشكيلة سيارات ستروين صغيرة الحجم والاقتصادية في ثمنها والسيارات الكبيرة الفخمة, واستمر التعاون مع مصنع بانهارد الى ان توقف انتاجه للسيارات عام 1967.
اما عام 1968 اعلنت ستروين نفسها شركة قابضة, واشترت شركة فيات الايطالية حصة شركة ميشلان (شريك نجاح ستروين), التي قدرت بـ"49 %", كما اشترت ستروين الشركة الايطالية "مازيراتي" وتم اطلاق اسم جراند تورير "اس ام" عليها, وتميزت بقوة وجودة محركها الـ"في 6".
الحرب الباردة
وكنتيجة حتمية للحرب الباردة عانت ستروين من ازمة مالية اثرت على طاقتها الانتاجية بداية من عام 1973 بسبب ازمة الطاقة التي خلفتها الحرب الباردة.
ومما يؤخذ على ستروين من أخطاء هو عدم طرحه على مدار 15 عاما سوى طراز واحد طراز متوسط الحجم في السوق الاوروبي المتعطش لكل ما هو جديد في عالم السيارات, في الوقت الذي انفقت ستروين تكاليفا عالية على تطوير العديد من طرازات ستروين ومازيورتي التي يعد كل طراز منها تحفة هندسية رائعة.
إفلاس ستروين
لم تتحمل ستروين خسائرها في سوق السيارات بسبب الحرب الباردة , مما جعل فيات تعيد حصتها في ستروين إلى ميشلان (49 %), وبعد اقل من عام واحد اعلنت الشركة افلاسها.
وخوفا من فقدان الكثير من العمال وظائفهم حرصت الحكومة الفرنسية على مساندة الشركة بتنظيم مفاوضات بين ميشلان وبيجو تمخض عنها اندماجهما عام 1974, وبلغت حصة بيجو نحو 38.2 %, وأصبح من حقها إدارة الشركة , خاصة القيام بعمل الابحاث وعمليات الشراء والاستثمار.
وفي مايو 1975 باعت بيجو مازيراتي الى الشركة الايطالية ديتوماسي, التي اضفت عليها مزيدا من التطور محققة مبيعات هائلة فاقت الآف  السيارات من مازيراتي التي تم تصميمها حديثا ذات الشاحن المزدوج.
اما عام 1976 فقد حرصت بيجو على شراء 90 % من شركة ستروين, ودمجت الشركتين في شركة قابضة واحدة (ستروين بيجو "بي اس ايه"), وكان لنجاح بعض طرازات ستروين في الاسواق ونجاح بيجو في ادارة اقتصاد الشركة  اثر كبير في تحقيق نجاح هائل في تلك الفترة, بداية من 1076 وحتى 1979.
في عام 1980 اشترت ستروين فرع كرايسلر بأوروبا  الامر الذي ادى الى حدوث خسائر كبيرة للشركة استمرت حتى عام 1985.
وكانت فترة الثمانينات قللت بيجو من التطور الهندسي في طرازات ستروين لتصبح سيارة اقتصادية, واصبح تصميمها مبني على افكار بيجو حتى اختفت سمات ستروين حتى نهاية العقد, ليظهر الطراز "ايه اكس جي تي", وكان طرازا سيئا يفتقد الروح التي عهدها فيه زبائن ستروين.

طرازات الألفية الجديدة
ومع بداية الالفية الجديدة اطلقت ستروين طرازها "بليريال سي 3" الذي كشف عن اتخاذ الشركة منهج الابداع والتطوير مرة اخرى بعد فترة انقطاع كبيرة خلال فترة التسعينات, وتمثلت طرازاتها الابداعية في (سي2, وسي4, وسي 6).
وقد حققت ستروين عام 2003 مبيعات قدرها 1.372.500 سيارة, وفي عام 2007 بلغت 764.000 سيارة.
وكان آخر طرازات ستروين التي تم طرحها لعام 2011, هو ستروين "دي اس 3", والتي تميزت بانها دفع أمامى و مزودة بمحرك تربو بقوة 153 حصانا, وناقل حركة يدوي 6 سرعات بالاضافة الى تميزها بخطوط انسيابية شبابية تناسب الشباب.
تم نشر هذا المقال بجريدة السيارات - مسقط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق