الجمعة، 4 مايو 2012

مأساة النضج السياسي

تزامنت زيارتي لبلدتي العريقة التي تقبع في أقصى جنوب الوادي مع انطلاق ماراثون أول سباق لانتخابات مجلس الشعب بعد الثورة، وهو ما كشف لي كثير من الحقائق كانت قبل عام عبارة عن شكوك ليظهر بعدها يقينا صريحا لم ارغب الوصول اليه، فقد كان واقعا مؤلما، الامر الذي تمخض عنه أداءا لا يرتقي الى ما نطمح اليه ونرغب في الوصول لنتفيذه واضفاؤه عبر القوى التشريعية في مجلس الشعب.

بعد عام كامل قضيته بعيدا عن الاحداث التي توالت في ربوع مصر، حيث كنت غائبا عن تفاصيل ما يجري وراء الكواليس في الميادين، حملت في ذهني العديد من التساؤلات التي كان في مقدمتها من سترشح لعضوية مجلس الشعب؟؟ .. اسفت كثيرا لمستوى الردود التي تلقيتها كونها كانت تحمل تفسيرا واحدا لهذه الاجابات ينضح بعدم النضج السياسي.

السؤال نفسه طرح على عدة شرائح مختلفة من اهل بلدتي، تباينت الردود الا من فئة الشباب، فقد كانت اجابتهم شبه متفق عليها، فربما لان اكثرهم ينضمون الى الجماعة او ان نزعتهم الدينية هي التي تقودهم الى هذا التأييد الأعمى دون تفكير، ولكن عندما تم تزييل السؤال باخر .." لماذا ؟؟" كانت الاجابة رغم ان ملامحها شبه متفق عليها الا انها تضمنت مفهوما واحدا ينم عن "مأسآة حقيقية في النضج السياسي"، خاصة بعد ان تيقنت بان من يصرخون بالتاييد لجماعة بعينها لا يعرفون من هم رموزها، او على الاقل اسماء من سيرشحون عبر صناديق الاقتراع، انه حقا أمر أدخل في نفسي الأسى حين أطالع هذه النتائج المؤسفة التي خلفها نظام استأسد باعلامه مغيبا عقول جيل باكمله.