الأحد، 25 سبتمبر 2011

أوليفيرا .. شجرة عيد الميلاد التي تزين "ساو باولو" البرازيلية

أطول جسر كبلي معلق في العالم يستوعب مرور 5000 سيارة/الساعة
كتب محمد الخريصي : 
على شكل شجرة الصنوبر العملاقة استوحى مصمموا جسر "اوليفيرا" الفكرة، وارادوا ان يوصلوا رسالة للعالم اجمع ان ما نفذوه هو اكبر جسر كبلي معلق تم إنشاؤه من الصلب، وذلك على غرار الصلابة والقوة التي تتمتع بها شجرة الصنوبر التي يعرف بأنها تعيش لفترات طويلة تصل الى 250 عاما، وقام بافتتاحه "جيلبيرتو كساب" رئيس البلدية في 10 مايو عام 2008، ليشكل الحل الجذري لمشكلات الازدحام المروري الذي تشهده المدينة البرازيلية "ساو باولو"، التي تشتهر بكونها ثاني اكبر مدينة بها طائرات مروحية في العالم.
ويعتبر"أوليفيرا" اكبر جسر كبلي معلق في العالم، حيث يبلغ ارتفاع برجه حوالي 138.70 متر اي ما يعادل 46 مبنى مكونا من طابقين، ودخل في انشائه كمية كبيرة من الكابلات الحديدية الصلبة التي بلغت نحو 144 كابلا حديديا، بالإضافة إلى النحاس والالمونيوم، الامر الذي جعل الجسر يتعرض للعديد من حالات السرقة خاصة من قبل سارقي النحاس والالمونيوم، ويقع الجسر في الجانب الجنوبي من مدينة "ساو باولو" في حي "بروكلين" وعلى نهر "باين" ، الذي يمر عبر المدينة.
عدة طوابق
ويتميز الجسر بكثرة طوابقه، بالاضافة الى ربطه العديد من الشوارع الرئيسية بالمدينة، ويرمز اليه بالرمز "اكس" "X"، وهذا ما يجعله يتمتع بشكل فريد وجذاب ممزوجا بالاختلاف وروعة التصميم، كما يحتوي الجسر على طابقين منحنيين، يعبر بعضمها الاخر من خلال برج على شكل حرف "S"، ويعتبر الجسر الوحيد في العالم الذي يتضمن على منحنى لمسارين يدعمهما صاري ملموسة واحدة.
 ويتزين الجسر بالاضاءة المبهرة في اوقات المناسبات خاصة في مناسبة "عيد الميلاد" حيث يتم البدء في تشغيل الاضاءات المبهرة مع بداية شهر ديسمبر من كل عام، ويشبه الجسر باركانه واعمدته وزواياه وكأنه شجرة عيد ميلاد كبيرة تكلل المدينة، وهذا ما جعل كثير من مروجي الاعلانات والشركات الكبرى يستغلون المنظر الجمالي الفريد للجسر في صنع الاعلانات لاحدث طرازات السيارات المطروحة في العالم.
فك الاختناقات المرورية
ويحرص قانون البلديات البرازيلي على ضرورة توفير مساحات كبيرة لتسيير الحركة المرورية بانشاء شبكة من الطرق الحديثة، وجاء الجسر ليصبح له دور كبير في فك الاختناقات المروية التي تشهدها المدينة البرازيلية، حيث يستوعب مرور نحو 5000 مركبة عليه في الساعة في كل اتجاهاته خاصة في اوقات الذروة، وذلك لان ساو باولو" تشتهر بمعاناتها من ازدحام مشكلة السير بشوارعها، حيث تشير الاحصاءات بانه يقدر وجود سيارة واحدة لكل شخصين في "ساو باولو"، اضافة الى ذلك فانها تتسم بكثرة المهاجرين اليها وتباين ثقافاتهم وتنوعها كذلك كثرة امتلاك الطائرات المروحية حيث انها تعد ثاني اكبر مدينة بها طائرات مروحية في العالم.
 ونظرا لما يتمتع به من مكانه كبيرة بفضل كونه مخففا للاختناقات المرورية وروعة تصميمه الفريد اصبح ذا طابع سياحي في ساوباولو، خاصة وان فنادق المدينة تروج لنفسها بقربها من الجسر "الكبلي"، ومن روائع الشهد الذي يضفيه على المدينة انه يمكن رؤيته على بعد 3 كيلو مترات.
تحديات وإنجازات
بلغت تكلفة بناء الجسر حوالي 184 مليون دولار امريكي، بالاضافة الى 40 مليون دولار لوضع علامات على الطريق وعمل الصرف الصحي وتعبيد الطرق القريبة منه، وقد استهلك بناؤه حوالي 58700 متر مكعب من الخرسانة مسبقة التجهيز، اي ما يعادل حمولة 7340 شاحنة خلاط او وحدة تخزين من التي يتم استخدامها في تشييد الجسور.
وقد واجه العمال اثناء بناء الجسر عدة تحديات اهمها عقبة توزيع الحمولة والاوزان، على منحنى الجسر، وقد تغلبوا عليها بتوزيعها بشكل مناسب عليه، بحيث لا يتم التركيز على الاحمال على الكابلات اثناء عملية البناء، ومما يجدر ذكره ان الجسر يتحمل مقاومة سرعة الرياح التي تصل الى 250 كم/ساعة.
جدير ذكره ان فكرة تصميم المشروع تعود الى عام 1990 وقد فاز بمناقصة انشاء الجسر شركة Bahian OAS عام 2003، "، وتم البدء في تنفيذ المشروع عام 2005، واستغرقت عملية البناء مدة 3 سنوات.
ويتم استخدام أضواء "فيليبس" لإضاءة الجسر ليلا، والتي تزينة باللون الاحمر والازرق والاخضر وهو ما يضفي على الجسر طابعا من المتعة والبهجة لمرتاديه حيث يمكن لنحو 8000 سائق سيارة في الساعة الاستمتاع بمشهد زخرفة الجسر المضيئة
تم نشر المقال بجريدة السيارات - مسقط 

الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011

"لانكاوي" .. متعة المشي فوق الغيوم


جسر السماء يعتلي المناظر الخلابة بماليزيا وجزرها
كتب محمد الخريصي:

شهد عام 2005 انتهاء الاعمال الانشائية لجسر "لانكاوي" الملقب بجسر السماء، حيث يرتفع عن سطح البحر مسافة تصل الى 700 متر، وقد تم تصنيعه من الصلب، وتم تركيب ألواح من الزجاج على جوانبه لكي تكسب رواد الجسر متعة أكبر ورفاهية الاستمتاع بمشاهدة الطبيعة الخلابة من ارتفاع شاهق، والتي تتمتع بها جزيرة "لانكاوي" القابعة أقصى شمال ماليزيا،اضافة الى ان جوها الذي يتمتع بنوع مختلف من الضباب البارد الامر الذي يشعر الزوار بأنهم يسيرون فوق الغيوم. 
ويبلغ طول الجسر 142 مترا ويقع في مدينة "ارخبيل" بجزيرة "لانكاوي"، وهو ما دفع العديد من المرشدين السياحيين في المدينة إلى الترويج للجسر باعتباره الاطول من نوعه للمشاة في العالم وذلك على غير الحقيقة، حيث انه يعد أطول جسر معلق للمشاة في ماليزيا.
وتتزين الطبيعة بمناظرها الخلابة الرائعة حيث تتشح جميعها باللون الاخضر، الامر الذي يكسو المنظر من فوق الجسر روعة الجمال الطبيعي الذي يشتهر به جنوب شرق آسيا.
وقد استمد الجسر اسمه من موقعه الذي يهيئ لمرتاديه انهم في حضن السماء، حتى بات من البديهي ان يعرف الجسر بأنه "جسر السماء"، وما كسا طابع الغرابة على الجسر انه يرتكز مدعوما على عامود واحد فقط مصنوع من الصلب.
لماذا "لانكاوي"؟
يعني اسم "لانكاوي" في اللغة "الملاوية"– اللغة الرسمية لمملكة "ماليزيا"– "النسر البني المحمر"، لذلك يعد النسر الموجود في ميدان النسر احد المعالم البارزة للمدينة، وتتمتع جزيرة "لانكاوي" بكونها اكبر جزيرة تزخر بها مملكة ماليزيا ضمن 99 جزيرة اخرى، وتقع في الشمال الغربي لها، وعلى بعد 112 كم تقريبا من جزيرة "بينانج"، القريبة من "تايلاند"، وعاصمتها مدينة "كواه" التي تعتبر أكبر مدن الجزيرة، وتشتهر بوجود فنادق ومحلات تجارية متعددة ويعرف عنها انها عبارة عن منطقة حرة الامر الذي يجعلها مكانا رائعا للتسوق حيث يجذب العديد من هواة التسوق، اضافة الى ذلك فانها تشتهر بالهدوء ووجود مجموعة كبيرة من الكهوف وحقول الأرز المنتشرة فى الجزيرة.
ويطل الجسر الذي يتخذ شكلا ملتويا على الطبيعة الساحرة التي تتسم بها جزيرة "لانكاي"، حيث اطلاله على الجزر المجاورة، بالاضافة الى جزيرة "اندامان" التايلاندية، ومنظر البحر من على ارتفاع شاهق، والخضرة التي تزين مرتفعات الجزيرة، وهو ما جعله معلما من معالم الجزيرة الذي يتوجب ارتياده حين زيارة لانكاي. 
منصتان مثلثتان
وقد تم تزويد الجسر بمنصتين تتخذ كل منهما شكل منصة على هيئة مثلث وذلك في كل نهاية له، حتى تصبح الرؤية من زوايا عديدة، بالاضافة الى ذلك فانه يتم استخدامها كاستراحة بسيطة لأؤلئك الذين يعانون من مشكلة اهتزاز الجسر ويخشون الارتفعات الشاهقة، حيث تم الاخذ في الاعتبار من قبل مصممي الجسر ومنشأه كافة الاحتياطات اللازمة لأي احتمال غير متوقع ليصبح بناؤه بطريقة تضمن وتوفر الحماية لرواده بطريقة ممتازة، ويعتبره السياح ورواد المكان معجزة فنية معمارية لبساطتة الممزوجة بالمتانة. كما تتشتمل وسائل الامان للجسر على سور من الصلب وهو مزدوج على مستوى الجزء العلوي من جسم الجسر، بالاضافة الى الاسلاك المغلقة ومتراس من الاخشاب التي تفترش ارضية الجسر.
العربات المعلقة
يتم الصعود الى الجسر عبر"العربات المعلقة" والمعروفة بـ"التليفريك"، وتستغرق حوالي 15 دقيقة للوصول الى ممر عرضه 1.8 مترا ويطل على غابة خضراء يتوسطها شلال من المياه في مشهد غاية في الروعة، كذلك مشهد الغيوم التي تسير الى جوار مرتادي الجسر، او يعلوها في احيان كثيرة، وتستغرق عملية السير على الاقدام على الجسر حوالي 10 دقائق، وتتوفر "العربات المعلقة"  بكثرة لنقل السياح الى الجسر المعلق وبدء مرحلة جديدة من المتعة الشيقة ومشاهدة بحر "اندمات" ومشاهدة جزيرة "تاروتاو" التايلاندية التي تلوح في الأفق.

 تم نشر المقال بجريدة السيارات - مسقط

السبت، 17 سبتمبر 2011

لا وطن لنا يحده التراب .. فالإسلام لنا وطن


بقلم محمد الخريصي :
كيف يطيب لنا رغد العيش وأطفالنا في كل بقاع الأرض تذبح، نساء ينتهك سترها، وبيوت تقتحم بدعوى الديموقراطية، وحكام من أصلابنا جاثمون على صدورنا، يروجون للعلمانية، وأكذوبة مطروحة كدعاة السلفية، إخوان, جماعات اسلامية، وفرق شيعية، جميعها تصب في بوتقة الفرقة الأبدية.
ألم يأن لنا أن نقف في وجه دعاة الفرقة، نجتمع، نتحد، نزيح عن عقولنا خمار اللاعقلانية، إسلامنا واحد، يكسونا جميعا بنفس الفرائض، تظللنا قباب المساجد، نفترش سويا ساحات المساجد، ألم يان لنا يا أمة الاسلام أن ننفض عنا غبار زمن خدعنا فيه إعلام غيب عقولنا زمنا، ضيع علينا الفرصة في أن نتسم يوما بكوننا رجال.
قالها أوباما على الملأ ذات مرة، وتخشى أنفسنا أن تسمع تلك الكلمات كي لا تصدقها الآذان، قال: أخشى أن يتحد فتح وحماس .. لا تفريط في أمن اسرائيل، هؤلاء هم دعاة الحرية، يتربحون كل لحظة بطرح أكذوباتهم على مسامع العالم، يلهث حكامنا إلى نظرة مغموسة بالرضا ممن حقرهم التاريخ، من تلعنهم الكلمات المطروحة بالكذب، يروجون إلى العلمانية، إلى مصطلحات استحسناها كدعاة الدولة المدنية، والتي ليس لها في الأصل مرجعية.
يروجون لأن يمحى الإسلام من صدورنا، وتأبى قلوبنا أن تقترف مثل هذا الجرم، خدموا الدين في سياساتهم الخارجية، والأدلة جميعها مرئية، لا افتراء ولا رياء.
علينا أن نقف الآن ونقول أن لا وطن لنا يحده التراب، فالاسلام لنا وطن، وكما قال أشرف من قال :"جعلت لي الارض مسجدا وطهورا"، فكل بقاع الارض لنا وطن، علينا ان نقف جميعا، نسترد الأوطان، نطهرها ممن كتبوا التاريخ بدماء الشهداء، ونبدأ بمن أذاقوا الرجال صنوف الذل والهوان.

الخميس، 15 سبتمبر 2011

طريق الموت .. الوجهة المفضلة لقائدي الدراجات الجبلية

يونجاس .. الطريق الأخطر من نوعه في العالم

ارتفاعه 4700 متر وأبرز مرتاديه سائقي الشاحنات الثقيلة   

إعداد محمد خميس :

شهد عام 1930 إنشاء يونجاس الذي يلقب بطريق الموت بطول بلغ 43 كيلومترا وذلك على انحدار الصخور الجبلية, ويبلغ ارتفاعه حوالي 4700 مترا فوق سطح البحر, وعبر ممر "كومبر" Cumbre يمكن الوصول الى بداية طريق الموت الذي ينتهي في بلدة كورياكو  Coroico حيث الهبوط بمنحدر قدره 1200 متر, الامر الذي يجعل من يسلك هذا الطريق يتعايش مع مختلف الظروف المناخية التي تطرأ على المنطقة.

الطريق الذي استغرق بناؤه ما يقرب من 26 عاما من قبل سجناء باراجوي كان ابرز مستخدميه هم اصحاب الشاحنات الثقيلة بصفة مستمرة لنقل البضائع خاصة اصحاب مزارع الكوكا, ويكتسب الطريق اهمية كبرى كونه احد السبل القليلة الموصلة والتي تربط بين غابات الأمازون الممطرة بمنطقة شمال بوليفيا, أو يونجاس, كما ان الطريق يفتقد الى أي معالم حياتية للنباتات, أو الأنهار الجليدية أو كتافات على جانبه, وفي نهاية الطريق يشعر مرتادوه بالانخفاض بانحدار شديد يسوقه للمثول في وسط الغابة.

تحديث وتطوير

وقد قامت حكومة بوليفيا بإجراء العديد من التطويرات على الطريق خلال آخر 20 عاما تم استخدام الطريق فيها, تضمنت توسيع المسار الاول والثاني والقضاء على الطابع الترابي للطريق ببناء طبقة اسفلتية والعمل على توستعه, للتخفيف من حدة خطورته, وقد اتسم المسار الجديد لطريق الموت بمميزات البناء الحديثة في ذلك الوقت.

وقد استمر تشغيل هذا الطريق حتى عام 2005 بالتزامن مع افتتاح طريق بديل له, للتخفيف من وطأة الحوادث المرورية الناجمة عن استخدامه.

خطورة وهلاك

لا يتجاوز عرض الطريق 3.2 متر كما لا يوجد به كتافات, مما يكسو عليه طابع الخطورة الممزوجة بالهلاك المحقق, بالإضافة الى جو الغابات الممطر الذي يكسوه الضباب, والغبار الذي يتناثر في الجو, ناهيك عن الوحل الذي تسببه الأمطار على الطريق, كل هذه العوامل تضافرت لتعيق مسألة القيادة ويجعل منها مغامرة قاتلة.

وتؤكد الإحصاءات خطورته لتضعه على قائمة الطرق الأخطر من نوعها في العالم, فقد كان يتسبب في وفاة ما لا يقل عن 200 شخص الى 300 في العام الواحد سنويا, وقد شهدت بوليفيا في يوليو عام 1983 اسوأ حادث على الاطلاق عندما انفجرت اطارات حافلة تسببت في مقتل أكثر من 100 شخص, حيث انحرفت قبالة طريق يونجاس لتسقط في قلب الوادي وأسفرت عن مقتل جميع ركابها.

مقصد سياحي

يعتبر طريق الموت هو الوجهة المفضلة لركوب الدراجات الجبلية, حيث أصبح مقصدا سياحيا بداية من عام 1990 فقد جعل المتحمسين من قائدي الدراجات الجبلية يتشدقون الى ارتياد المغامرة, كما ان هناك العديد من منظمي الرحلات السياحية وأصحاب الأماكن المتخصصة في هذا النوع من الرحلات الشاقة بالاضافة الى والمطاعم المجهزة لاستقبال هؤلاء الهواة, وتوفير المعلومات والادلة ووسائل نقل المعدات, ومنذ عام 1998 تم حظر ارتياد الطريق للذين تقل أعمارهم عن 18 عاما.

وتشير الاحصاءات الى ان الطريق يقتصر استخدامه على الأجانب فقط وزوار بوليفيا, والنصيحة الحتمية التي تملا على المقدمين على استقلال طريق الموت هي التريث والتعقل, وتتسم سعر الجولة برخص ثمنها لأنها تشهد اقبالا كبيرا عليها نظرا لخطورتها الكبرى, فالموت هو ما يحوم حول مرتادي هذا الطريق الوعر.

وعلى المدونات الالكترونية لعاشقي ركوب الدراجات الجبلية تجد الكثير منهم يردد الجملة المعهودة في بوليفيا: "اذا كنت لا تستطيع الاستقرار على عجلتين فالبقاء في مدينة بوليفيا وزيارة متاحفها هو الخيار الامثل بدلا من ارتياد طريق الموت", كاشفين عن العديد من اسرار الرحلة الصعبة وخطورة الموت الذي واجههم عبر الرحلة الشيقة, وفي الوقت نفسه لا ينسون القدر الكبير من التحدي الذي اكتسبوه حيث الارتفاع الشاهق والاثارة وشدة الانحدار الذي اضفى عليهم طابع المتعة.

 تم نشر المقال بجريدة السيارات - مسقط

الأحد، 11 سبتمبر 2011

"بانبو" الكوري.. أطول جسر نافورة في العالم



مزود بـ10 آلاف فوهة تضخ 190 طنا من المياه في الدقيقة


كتب محمد الخريصي :
  
      يتخذ جسر بانبو القابع فوق نهر "هان" بكوريا الجنوبية أهمية كبرى كونه يتوسط العاصمة مدينة "سول", ويربط الجسر مقاطعتي "سيوكو" و"يونجسان", ويتكون من طابقين, وترجع قصة تشييده إلى يوليو عام 1975, وكان عبارة عن طابق واحد, ومع ارتفاع منسوب المياه في النهر كانت دائما تغمره المياه, الأمر الذي يسبب شللا في الحركة المرورية بالعاصمة, وفي عام 1982 تم اكتمال الطابق العلوي للجسر وسمي بجسر "بانبو", وقد تم بناؤه على أحدث تقنية فريدة ليصبح اكبر نافورة في العالم، حتى انه اكتسب لقب جسر النافورة. 
   ويعمل جسر بانبو على تسهيل التدفق المروري في العاصمة, حيث انه يتكون من 6 حارات, ويبلغ عرضه نحو 25 مترا, أما طوله فيبلغ  1490, أما بالنسبة إلى الطابق الأول الذي يسمى بجسر جامسو "Jamsu" فيبلغ طوله 795 مترا, وعرضه 18 مترا ويتسع لـ4 حارات فقط, وتم تخصيصه حاليا للمشاة وراكبي الدراجات الهوائية, ويعمل الجسر على تسهيل الوصول إلى حديقة "بانبو" والتي تقع شمال النهر.
  
أطول نافورة
وبحوذة الجسر أطول نافورة في العالم فهو مزود بـ10 آلاف فوهة تضخ نحو 190 طنا من المياه في الدقيقة الواحدة, حيث تضخ المياه بصفة مستمرة من النهر مباشرة وتتم إعادة تدويرها مرة أخرى, وقد قام بتصميم الجسر المهندس الكوري "جيمشوجيو تشيكجوني", بعدما فازت شركة "جيونيوب" بالمناقصة لإنشائه.

أهمية استراتيجية
ويعتبر جسر "بانبو" هو الطريق السريع الرئيسي الذي يربط بين سيول ومدينة "بوسان" والتي تعد ثاني اكبر مدينة بعد العاصمة الكورية سول حيث يبلغ عدد سكانها حوالي 3.7 مليون نسمة, وكانت من قبل هي العاصمة المؤقتة لكوريا الجنوبية أثناء الحرب الكورية, الأمر الذي يضفي على الجسر أهمية استراتيجية بالنسبة إلى موقعه المتميز الذي يخدم المواطنين للتنقل من والى اكبر مدينتين في كوريا الجنوبية.
روعة المشهد
ويتيح الجسر لمرتاديه فرصة التمتع بأجمل المشاهد المائية روعة في العالم عبر شلالات من المياه المتدفقة عبر 10 آلاف فوهة تضخ المياه في انسجام متناغم ممزوج بأكثر من 100 لحن موسيقي يعكس التراث الكوري والصيني, ويعطي شعورا لمرتادي الجسر بأنهم يمرون على بركة من المياه المزينة بألوان تحاكي في طبيعتها ألوان الطيف, ويبدأ تشغيل الأنوار المبهرة مع بداية غروب الشمس.
وقد تم بدء العمل في مشروع تزويد الجسر بهذا الكم الهائل من فوهات ضخ المياه في مارس 2007, وجاءت هذه الفكرة الفريدة لإضفاء طابع جمالي على العاصمة وتزيينها باللون الأحمر والأصفر والأزرق والأرجواني, مما تكسب الجسر جاذبية وروعة, حيث يبدو الجسر وكأنه ينطلق منه قوس قزح, وهذا يضفي نوعا من المتعة لقائدي السيارات والمركبات على الجسر حين يطلون خارج سياراتهم وهم يعتلون اكبر جسر نافورة في العالم, أيضا يتم القضاء على الضوضاء بهدوء الموسيقى التي تبث عبر مكبرات الصوت وتنطلق من حديقة بانبو القريبة من الجسر, وقد تم الانتهاء من تركيب 10 آلاف نافورة في سبتمبر 2008, ويتم تشغيل إضاءة تعكس الموجات التي تصنعها المياه والتي يتم ضخها صعودا وهبوطا, لتصنع مزيجا من الألوان المبهرة, وفي غضون فترة قصيرة تحول الجسر إلى منطقة جذب سياحية رئيسية بالمدينة سول حيث أصبح معلما من معالم المدينة, كما أطلق عليه الجسر الصديق للبيئة, بالإضافة إلى ان الجسر دخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية حيث انه أطول جسر نافورة في العالم.


        تم النشر بجريدة السيارات - مسقط 

الجمعة، 2 سبتمبر 2011

لهذه المواقف ... أرفض البرادعي رئيسا للجمهورية (1)


بقلم محمد الخريصي:
       ذات يوم أخطأت في تقديري لهذا الرجل, فقد كنت أحسبه أحد المغرضين الذين جنوا على عراقنا الحبيبة, وتسببوا في تخريب وحصار دولة شقيقة، وشعب سكبت عليه أواصر الإهانة، وفقدان التمتع بما يملك, بسبب الحرب عليه بدعوى الارهاب, وسلبه الحق في الحياة الكريمة.
إلى وقت قريب كنت ألهث بحثا وراء مواقف البرادعي تجاه شعب العراق الذي يمتلك ثاني اكبر احتياطي للنفط في العالم, واستجدي المعلومات في استرسالها لمعرفة حقيقة هذا الرجل في هذا الخصوص لكي لا أظلمه بكلمة تحمل الإساءة لشخصه ومكانته العلمية, ناهيك عن ردود افعال القادة والساسة في الغرب ممن قادوا العالم الى وحل الوهم وساعدهم على ذلك قوميتنا العربية الهشة.
   وبقيت الحلقة بالنسبة لي مفرغة الى أن رأيته يسرد في كلمته واصفا مراحل عملية تفتيش العراق - ولا أخفي أني أنغمست في تحليل عميق لكل كلمة قالها – والمجتمع الدولي بأكمله تكسوه حالة من الصمت في انتظار النتيجة التي سعى اليها فريق تفتيش وكالة الطاقة الذرية التي كان يديرها آنذاك, الى ان أعلنها صراحة خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل وعدم سعيه الى ذلك منذ عام 1990، ناهيك عن استعداد العراق في التعاون مع فريق التفتيش لاتمام مهمته دون عوائق تذكر، وظلت كلمتة امام مجلس الامن في مارس 2003 - اي قبل الحرب بـ 13 يوما-  شهادة للتاريخ.
لم يتسع لي الوقت لأقرأ المذكرة التي كتبها كل من "ديك تشيني" ودونالد رامسفيلد" و"ويول وولفويتز" كاملة والتي جاءت تحت عنوان "إعادة بناء القدرات الدفاعية للولايات المتحدة"، والموضح فيها توجب وجود قوات امريكية بمنطقة الخليج لاسباب تفوق وجود صدام حسين نفسه على راس النظام العراقي، وهو ما كشفت النية المسبقة للغزو الفادح للعراق قبل احداث 11 سبتمبر، والسعي قدما نحو استصدار قرار من مجلس الأمن ليكسو حربها ضد العراق شرعية.
  وكلامي هذا لا يعد بمثابة تأشيرة موافقة وتأييد للبرادعي الذي يسعى لأن يقود مصر في المرحلة المقبلة من خلال ترشحه لرئاسة الجمهورية، فالرجال مواقف، ولا شك في ان مواقفه كثرت في الآونة الاخيرة، أقول ذلك ليس من منطلق معارضته من أجل المعارضة ذاتها، ولكني أستند الى العديد من البراهين التي تجعلني أشيح برأيي عن مناصرته قلبا وقالبا، وسوف أسرد بعضا منها بنظرة تحليلية في المقال القادم ان شاء الله.
والى لقاء مع الحلقة الثانية غدا ان شاء الله