الجمعة، 2 سبتمبر 2011

لهذه المواقف ... أرفض البرادعي رئيسا للجمهورية (1)


بقلم محمد الخريصي:
       ذات يوم أخطأت في تقديري لهذا الرجل, فقد كنت أحسبه أحد المغرضين الذين جنوا على عراقنا الحبيبة, وتسببوا في تخريب وحصار دولة شقيقة، وشعب سكبت عليه أواصر الإهانة، وفقدان التمتع بما يملك, بسبب الحرب عليه بدعوى الارهاب, وسلبه الحق في الحياة الكريمة.
إلى وقت قريب كنت ألهث بحثا وراء مواقف البرادعي تجاه شعب العراق الذي يمتلك ثاني اكبر احتياطي للنفط في العالم, واستجدي المعلومات في استرسالها لمعرفة حقيقة هذا الرجل في هذا الخصوص لكي لا أظلمه بكلمة تحمل الإساءة لشخصه ومكانته العلمية, ناهيك عن ردود افعال القادة والساسة في الغرب ممن قادوا العالم الى وحل الوهم وساعدهم على ذلك قوميتنا العربية الهشة.
   وبقيت الحلقة بالنسبة لي مفرغة الى أن رأيته يسرد في كلمته واصفا مراحل عملية تفتيش العراق - ولا أخفي أني أنغمست في تحليل عميق لكل كلمة قالها – والمجتمع الدولي بأكمله تكسوه حالة من الصمت في انتظار النتيجة التي سعى اليها فريق تفتيش وكالة الطاقة الذرية التي كان يديرها آنذاك, الى ان أعلنها صراحة خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل وعدم سعيه الى ذلك منذ عام 1990، ناهيك عن استعداد العراق في التعاون مع فريق التفتيش لاتمام مهمته دون عوائق تذكر، وظلت كلمتة امام مجلس الامن في مارس 2003 - اي قبل الحرب بـ 13 يوما-  شهادة للتاريخ.
لم يتسع لي الوقت لأقرأ المذكرة التي كتبها كل من "ديك تشيني" ودونالد رامسفيلد" و"ويول وولفويتز" كاملة والتي جاءت تحت عنوان "إعادة بناء القدرات الدفاعية للولايات المتحدة"، والموضح فيها توجب وجود قوات امريكية بمنطقة الخليج لاسباب تفوق وجود صدام حسين نفسه على راس النظام العراقي، وهو ما كشفت النية المسبقة للغزو الفادح للعراق قبل احداث 11 سبتمبر، والسعي قدما نحو استصدار قرار من مجلس الأمن ليكسو حربها ضد العراق شرعية.
  وكلامي هذا لا يعد بمثابة تأشيرة موافقة وتأييد للبرادعي الذي يسعى لأن يقود مصر في المرحلة المقبلة من خلال ترشحه لرئاسة الجمهورية، فالرجال مواقف، ولا شك في ان مواقفه كثرت في الآونة الاخيرة، أقول ذلك ليس من منطلق معارضته من أجل المعارضة ذاتها، ولكني أستند الى العديد من البراهين التي تجعلني أشيح برأيي عن مناصرته قلبا وقالبا، وسوف أسرد بعضا منها بنظرة تحليلية في المقال القادم ان شاء الله.
والى لقاء مع الحلقة الثانية غدا ان شاء الله

هناك تعليق واحد:

  1. لا أعلم لماذا هذا التحامل الذي تشنه بعض وسائل الإعلام المصرية والعربية على شخص البرادعي؟؟!! على الرغم من أن الجميع يعلم أن البرادعي كان مغلوبا على أمره فيما يخص موضوع أسلحة العراق النووية المزعومة, والكل يعلم ايضا أن الولايات المتحدة لن تستمع لمديح البرادعي للعراق بشأن تعاونه من فرق التفتيش الدولية آنذاك... ربما لان العرب يحبون المعارضة لغرض المعارضة فقط..

    ردحذف