الاثنين، 20 يونيو 2011

"مايك اوكالاهان" .. الفكرة المستحيلة


اطول الجسور في امريكا الشمالية
كتب محمد الخريصي:  
يحتل سد هوفر المرتبة السابعة لروائع البناء في العالم, واثبت للكثيرين خاصة الذين تبنوا القول باستحالة اقامة سد هناك لعدم امكانية صموده امام الطبيعة القوية التي يتوقع تفتيتها له حال بنائه في اي وقت, ويبلغ طوله 379 متر ويرتفع نحو 221 متر, وبإمكانه احتواء 31 تريليون ليتر من الماء, وقد تم البدْء في اعمال السد في عام 1931, وشارك في بنائه ما يقرب من 16 الف عامل جاءوا من جميع أنحاء الولايات المتحدة التي كانت وقتها تعاني ركودا وأزمة اقتصادية ضخمة حيث كان يعتبر هذا امرا غير مستغل.
ووسط هذه التضاريس الصعبة والوعرة التي بين جبلين يفصل بينهما وادي شديد الانحدار بعرض 579 متر على ارتفاع 271 متر في الهواء فوق نهر كولورادو، تم بناء جسر يربط جانبي الوادي على هذا الارتفاع الشاهق.
فكرة مستحيلة
كانت فكرة انشاء الجسر فوق السد مستحيلة, الا ان بناؤه جاء ليفوق كل التوقعات, فهو يبعد عن جنوب شرق مدينة لاس فيجاس حوالي 48 كم مربع, وتكلف بناء الجسر 250 مليون دولار يبدأ من مقاطعة "كونتي" في "نيفادا" وينتهي في "موهاف" في "اريزونا", وقد استغرق بناؤه 12 عاما من التخطيط, بالاضافة الى خمس سنوات لتنفيذه, وشارك في بنائه 3000 عامل, تناوبوا العمل فيه ليل نهار دون توقف, حيث تمت الاستعانة في انشاء المشروع كشافات كهربائية عملاقة تعمل على تحويل ظلمة الليل الى نهار حتى يستطيع العمال مواصلة عملية الانشاء دون توقف طيلة 24 ساعة متصلة.
وقد صمم الجسر ليستوعب 17 الف سيارة وشاحنة في اليوم, ويخدم جميع مرتادي الطريق السريع "93", بالولايات المتحدة الامريكية, والذي يربط بين ولايات "لاس فيجاس" و"نيفادا" من جهة الغرب, ومن جهة "الشرق اريزونا", و"الوادي الكبير".
روعة الابداع
ويتمتع جسر هوفر روعة الابداع والتصميم, وهذا يتجلى مليا حين ارتياده والتمتع بالمظهر الجمالي الرائع من اعلى الجسر المطل على السد العظيم والواقع بين جبلين "سد هوفر", بالاضافة الى تمتع الجسر بروعة التخطيط والابداع الا ان اسمه يبدو ثقيلا على الكثيريين, حيث قررت الجهات الحكومية المسؤله بتسميته جسر " مايك أوكالاهان-بات تيلمان التذكاري" تكريما لـ المحارب الامريكي "اوكلاهان" الذي توفي في الحرب الكورية عام 2004".
تفرد هندسي
كما يكتسب الجسر نوعا من التميز والتفرد الهندسي الذي تم مراعاته اثناء تصميم الجسر وتنفيذه, ليعد من اروع المشروعات الهندسية التي تم انجازها في زمن قياسي جدا, بالاضافة الى اضفائه طابعا فريدا باطلاله على سد هوفر الذي تم الانتهاء من بنائه عام 1963 والذي يعد من اضخم السدود التي بنيت في القرن المنصرم, باستخدام نحو 3.3 مليون متر مكعب من الاسمنت والتي عبر الفنيون الهندسيون عن هذه الكمية الضخمة الداخلة في انشائه بانها تكفي لرصف الطريق المؤدي من القاهرة الى الرياض, بعرض 10 امتار, وقد تم استخدام موادا خرسانية وفولاذية في بناء الجسر, بحيث يصبح الجسر اخف وزنا للهيكل العلوي منه, ويرجع استخدام الخرسانة لانها الاقل تكلفة, مع مراعاة اتباع التقنية الحديثة في جعلها قوية وتحقق الكفاءة للجسر, وتمت مراعاة الانتهاء من المشروع حسب الجدول الزمني لسير العمل.
تحفة تقنية
ويعمل يعتبر الجسر تحفة فنية رائعة تعكس استخدام أحدث التقنيات الحديثة, ويتبلور ذلك في مدى مراعاة اتباع مواد مقاومة للعوامل المناخية المختلفة ويعمل الجسر على تسهيل الحركة والتنقل واختصار المسافة بين مقاطعتي الـ" بيفادا والاريزونا", الامر الذي يوفر الكثير من الوقت والجهد والاموال, عبر مروره على سد هوفر الضخم.
ويحظى سد هوفر بشهرة عالمية لاضفائه لوحة جمالية فريدة خاصة موقعه بين جبلين ضخمين.
وقال "ديف زينتيل" مدير المشروع : "يعتبر الجسر من اطول الجسور في امريكا الشمالية , وشارك في انشائه نحو 400 مهندس في بناء اطول قوس ملموس في نصف الكرة الغربي, ويسعدنا المشاركة في عمل ستفخر به الاجيال القادمة باقامتنا جسرا عملاقا على سد هوفر العظيم".
واضاف ديف:" اقيم الجسر على بعد 890 قدم فوق نهر "كولورادو", مع مراعاة توفير مسار للمشاة تكون مفتوحة خلال ساعات النهار".
عبر العديد من قاطني مدينة "بولدر عن سعادتهم بهذا الجسر الذي سيعمل على جلب الكثير من المواطينين بتعمير المدينة والاقامة فيها, بعد تسيير حركة التنقل بين "بيفادا" و"الاريزونا".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق