الأحد، 25 سبتمبر 2011

أوليفيرا .. شجرة عيد الميلاد التي تزين "ساو باولو" البرازيلية

أطول جسر كبلي معلق في العالم يستوعب مرور 5000 سيارة/الساعة
كتب محمد الخريصي : 
على شكل شجرة الصنوبر العملاقة استوحى مصمموا جسر "اوليفيرا" الفكرة، وارادوا ان يوصلوا رسالة للعالم اجمع ان ما نفذوه هو اكبر جسر كبلي معلق تم إنشاؤه من الصلب، وذلك على غرار الصلابة والقوة التي تتمتع بها شجرة الصنوبر التي يعرف بأنها تعيش لفترات طويلة تصل الى 250 عاما، وقام بافتتاحه "جيلبيرتو كساب" رئيس البلدية في 10 مايو عام 2008، ليشكل الحل الجذري لمشكلات الازدحام المروري الذي تشهده المدينة البرازيلية "ساو باولو"، التي تشتهر بكونها ثاني اكبر مدينة بها طائرات مروحية في العالم.
ويعتبر"أوليفيرا" اكبر جسر كبلي معلق في العالم، حيث يبلغ ارتفاع برجه حوالي 138.70 متر اي ما يعادل 46 مبنى مكونا من طابقين، ودخل في انشائه كمية كبيرة من الكابلات الحديدية الصلبة التي بلغت نحو 144 كابلا حديديا، بالإضافة إلى النحاس والالمونيوم، الامر الذي جعل الجسر يتعرض للعديد من حالات السرقة خاصة من قبل سارقي النحاس والالمونيوم، ويقع الجسر في الجانب الجنوبي من مدينة "ساو باولو" في حي "بروكلين" وعلى نهر "باين" ، الذي يمر عبر المدينة.
عدة طوابق
ويتميز الجسر بكثرة طوابقه، بالاضافة الى ربطه العديد من الشوارع الرئيسية بالمدينة، ويرمز اليه بالرمز "اكس" "X"، وهذا ما يجعله يتمتع بشكل فريد وجذاب ممزوجا بالاختلاف وروعة التصميم، كما يحتوي الجسر على طابقين منحنيين، يعبر بعضمها الاخر من خلال برج على شكل حرف "S"، ويعتبر الجسر الوحيد في العالم الذي يتضمن على منحنى لمسارين يدعمهما صاري ملموسة واحدة.
 ويتزين الجسر بالاضاءة المبهرة في اوقات المناسبات خاصة في مناسبة "عيد الميلاد" حيث يتم البدء في تشغيل الاضاءات المبهرة مع بداية شهر ديسمبر من كل عام، ويشبه الجسر باركانه واعمدته وزواياه وكأنه شجرة عيد ميلاد كبيرة تكلل المدينة، وهذا ما جعل كثير من مروجي الاعلانات والشركات الكبرى يستغلون المنظر الجمالي الفريد للجسر في صنع الاعلانات لاحدث طرازات السيارات المطروحة في العالم.
فك الاختناقات المرورية
ويحرص قانون البلديات البرازيلي على ضرورة توفير مساحات كبيرة لتسيير الحركة المرورية بانشاء شبكة من الطرق الحديثة، وجاء الجسر ليصبح له دور كبير في فك الاختناقات المروية التي تشهدها المدينة البرازيلية، حيث يستوعب مرور نحو 5000 مركبة عليه في الساعة في كل اتجاهاته خاصة في اوقات الذروة، وذلك لان ساو باولو" تشتهر بمعاناتها من ازدحام مشكلة السير بشوارعها، حيث تشير الاحصاءات بانه يقدر وجود سيارة واحدة لكل شخصين في "ساو باولو"، اضافة الى ذلك فانها تتسم بكثرة المهاجرين اليها وتباين ثقافاتهم وتنوعها كذلك كثرة امتلاك الطائرات المروحية حيث انها تعد ثاني اكبر مدينة بها طائرات مروحية في العالم.
 ونظرا لما يتمتع به من مكانه كبيرة بفضل كونه مخففا للاختناقات المرورية وروعة تصميمه الفريد اصبح ذا طابع سياحي في ساوباولو، خاصة وان فنادق المدينة تروج لنفسها بقربها من الجسر "الكبلي"، ومن روائع الشهد الذي يضفيه على المدينة انه يمكن رؤيته على بعد 3 كيلو مترات.
تحديات وإنجازات
بلغت تكلفة بناء الجسر حوالي 184 مليون دولار امريكي، بالاضافة الى 40 مليون دولار لوضع علامات على الطريق وعمل الصرف الصحي وتعبيد الطرق القريبة منه، وقد استهلك بناؤه حوالي 58700 متر مكعب من الخرسانة مسبقة التجهيز، اي ما يعادل حمولة 7340 شاحنة خلاط او وحدة تخزين من التي يتم استخدامها في تشييد الجسور.
وقد واجه العمال اثناء بناء الجسر عدة تحديات اهمها عقبة توزيع الحمولة والاوزان، على منحنى الجسر، وقد تغلبوا عليها بتوزيعها بشكل مناسب عليه، بحيث لا يتم التركيز على الاحمال على الكابلات اثناء عملية البناء، ومما يجدر ذكره ان الجسر يتحمل مقاومة سرعة الرياح التي تصل الى 250 كم/ساعة.
جدير ذكره ان فكرة تصميم المشروع تعود الى عام 1990 وقد فاز بمناقصة انشاء الجسر شركة Bahian OAS عام 2003، "، وتم البدء في تنفيذ المشروع عام 2005، واستغرقت عملية البناء مدة 3 سنوات.
ويتم استخدام أضواء "فيليبس" لإضاءة الجسر ليلا، والتي تزينة باللون الاحمر والازرق والاخضر وهو ما يضفي على الجسر طابعا من المتعة والبهجة لمرتاديه حيث يمكن لنحو 8000 سائق سيارة في الساعة الاستمتاع بمشهد زخرفة الجسر المضيئة
تم نشر المقال بجريدة السيارات - مسقط 

هناك تعليق واحد: