الثلاثاء، 14 يونيو 2011

ضرورة استصدار قانون يغرم جلوس الأطفال في المقاعد الأمامية


أمل الزدجالية رئيسة حملة "أولادنا" للسلامة على الطرق في حوار شامل لـ"السيارات"
لابد من استصدار قانون يغرم جلوس الأطفال في المقاعد الأمامية
كثير من الحافلات المدرسية تفتقد شروط السلامة
استعدادات لاستقبال مشروع "افتح ياسمسم" للأطفال في السلطنة
نخطط لمشروع مكتبة المعرفة المرورية للأطفال
 امل الزدجالية اثناء حوارها مع محمد خميس 
حوار محمد خميس الخريصي :
 يعتبر المؤتمر الوزاري الأول المنعقد في موسكو 2009 هو النواة الحقيقية التي انبثقت منها فكرة حملة اولادنا للسلامة على الطرق, التي تقودها صاحبة فكرتها المحامية وخبيرة الاتصالات والعلاقات الخارجية أمل بنت شهاب الزدجالية, بعد ان رأت الضرورة التي تقتضيها سلامة الأطفال مروريا في السلطنة, تبنت العديد من الافكار التي أضفت روحا من العمل التطوعي في خدمة أطفال السلطنة منذ الانطلاقة الأولى للحملة في مارس 2009, في لقائنا معها أوضحت لنا أوجه القصور التي يجب تفاديها للوصول إلى تطبيق كافة معايير السلامة على الطرق للأطفال وضمان سلامتهم.
ما هي الفكرة التي تنبثق منها حملة أولادنا؟
في الحقيقة لاحظنا مؤخرا كثرة تعرض اطفالنا للعديد من الحوادث, بسبب عدم التزام السائقين بالضوابط التي يجب اتباعها حين ركوب السيارة, وأبرز هذه الأسباب هي عدم جلوسهم بالمقاعد المخصصة لهم, او ترك حزام الامان, والاكثر خطورة هو جلوس الطفل او الطفلة في حضن ابوه اثناء سياقتة للسيارة.
ولا شك في ان الطفل الذي يتعرض لحادث يؤثر بالتبعية على حالته النفسية, لأن ذلك يحد من طموحه ومستقبله, خاصة عند حصره في منطقة بعينها, حيث دخوله مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة, وفي الوقت نفسه تتكلف الاسرة عبئا اضافيا الى جانب التعليم وهو علاج هذا الطفل, كل هذه العوامل من الممكن  تفاديها اذا اولينا اهتماما بموضوع سلامة اولادها في السيارة, فقد كشفت لنا الإحصائيات انه في السنوات الخمس الأخيرة تعرض اكثر من "700" طفل للحوادث المرورية في السلطنة, كذلك تعرضوا لاصابات جسيمة وخطرة بسبب الاهمال في اتباع الضوابط السليمة لسلامة الطفل في السيارة.
ما هو تقييمك لمستوى أداء الحافلات المدرسية, وما هي الشروط والضوابط التي يجب اتباعها لضمان السلامة للأطفال؟
لابد من الحد من الحافلات المدرسية التي لا تطبق معايير السلامة على الأطفال التي تقلهم بصفة يومية, فقد اعتدنا على ظاهرة رؤية الأطفال التي بالحافلة أكثر عددا من الكراسي بها, مما يجعل الكثير من الأطفال يقفون ولا يجدون مقاعد للجلوس, وفي الوقت نفسه يلعبون فيها أثناء سيرها على الطريق, وعلاج تلك المشكلة تكمن في تأهيل سائقي الحافلات للمحافظة على معايير سلامة الاطفال, ومراقبتهم وحصر عدد المخالفات التي يرتكبونها, والتدقيق في طريقة قيادتهم للحافلة, ومراعاة جودة الحافلة, كذلك تزويد كل مقاعدها بأحزمة أمان بحيث لا يقتصر حزام الامان على المقاعد الامامية فقط.
كيف ترين تقبل المجتمع العماني للثقافة المرورية في الفترة الأخيرة؟
الثقافة التي يحظى بها المجتمع العماني تجعله مؤهلا في الفترة المستقبلية ان يحرص على اقتناء مقعد للطفل حال ولادته, وبهذه الفكرة البسيطة نعمل على حماية الطفل منذ اللحظة الاولى ونقيه من حوادث المرور, ونحرص على ان يعتاد الطفل على مكانه المخصص له في الخلف, وقد قمنا بتوزيع أول 40 مقعدا في 18 نوفمبر العام الماضي متزامنا مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الاربعيني, وكان حفل تدشين هذا المشروع الخيري خلال انعقاد الاجتماع الاول للسلامة على الطرق الذي استضافته السلطنة مؤخرا, وأكثر ما أثلج صدري هي ردود فعل المجتمع الايجابية واستجابتهم لتطبيق الفكرة الامر الذي يشجعنا على تقديم المزيد, فلا بد من تكاتف الجهات المسؤولة لانجاح هذا المشروع الضخم, لكي يخدم السلطنة بالطريقة التي ينبغي ان نصل الى نتائجها.
ما هي أهم القوانين التي يجب استحداثها في شأن السلامة المرورية ؟
من وجهة نظري أرى ضرورة فرض قانون مفاده مخالفة كل رب اسرة يجلس طفله الاقل من 10 سنوات في المقعد الامامي, والقانون الثاني هو إلزام جميع ركاب السيارة بربط جزام الامان وليس فقط من يجلسون في المقاعد الامامية.
أغلب مدارس السلطنة تحرص على تخصيص برامج تطوعية, كيف يتم الاستفادة من ذلك في خدمة العمل التطوعي لحملة أولادنا؟
في الحقيقة من هذا المنطلق تأتي جدية دورنا بالمشاركة الفعالة, ونلتقي بالاطفال ونستمد منهم بعض الافكار, وهذا يؤكد لنا مدى وعيهم وادراكهم الكامل لفحوى السلامة المرورية, ومدى اهمية هذا الموضوع, ورأينا انه كلما كبر الطفل كلما كانت افكاره ارقى, وكانت اكثر مطالباتهم هي تخصيص مطب صناعي امام كل مدرسة, وعمل اشارات مرورية تدل على وجود مدرسة, فهم بلا شك ينقلون لنا معاناتهم.
 وقد لمسنا العديد من النتائج الطيبة التي كانت حصاد زياراتنا للمدراس وقد حققت المردود الذي نبتغيه في نشر الوعي المروري الخاص بسلامة الطفل, اذكر منها- على سبيل المثال- الاتصال الهاتفي الذي كان مفاده ان الكثير من الامهات لاحظن اطفالهن يرفضون الجلوس في المقاعد الامامية وأصبحوا يقومون بربط حزام الامان حتى وهم في مقاعدهم الخلفية امتثالا للارشادات التي ألقيناها لهم في المدرسة.
ما هي أبرز مشاركاتك الدولية التي حققت انعكاسة ايجابية ملموسة في شأن السلامة المرورية؟
شاركت في انعقاد الاجتماع الوزاري الاول المنعقد في موسكو 2009, الذي شارك فيه اكثر من 150 دولة مختلفة, واثناء حضوري الفعاليات اكتشفت ان معظم دول العالم تؤرقها مشكلة الحوادث المرورية, وجميعهم يتفقون على قضية السرعه كمسبب رئيسي للحوادث, وهناك اكتسبت العديد من الخبرات اهمها المسببات والاسباب واختلاف طريقة التوعية, ووجدت ان هناك دولا تعاني من الحوادث المرورية التي تكثر بنهاية الاسبوع بسبب تناول الخمور, وهذا بالتأكيد لا ينطبق على مجتمعنا, ولذلك حرصت على ان انتقي القوانين والمشاريع التي تتطابق مع طبيعة مجتمعنا العماني.
ما هي أهم المشروعات التطوعية التي سوف تخوضينها في الفترة القادمة؟
اعتزم حاليا لاعداد مشروع افتح ياسمسم, وهو عبارة عن برنامج للاطفال, تعود فكرته الى قبل 20 عاما, والفكرة مأخوذة عن ورشة سمسم الامريكية, ويتم حاليا الاعداد لعمل فكرة مصغرة للبرنامج بغرض التثقيف المروري للاطفال, سوف يتم تخصص البرنامج للاطفال من عمر 4 سنوات الى سن 8 سنوات, ونسعى في الفترة الحالية الى تطبيق البرنامج كنسخة عمانية تتفق مع طبيعة المجتمع العماني, وأحداثه ومشاكله في شأن السلامة المرورية, وننوي تنفيذه في مايو القادم, ومتزامنا مع احتفالات العالم بيوم السلامة المرورية على الطرق.
نخطط لعمل مشروع مكتبة المعرفة المرورية للطفل, وهي عبارة عن مكتبة متنقلة تقضي يوما كاملا داخل احدى المدارس, ويتاح فرصة للطفل الاطلاع على الكتب المتعلقة بالثقافة المرورية, بالاضافة الى استمتاعهم بعروض الافلام الكرتونية, وجميعها تتعلق بسلامة الطفل المرورية, وبذلك يتحقق الهدف من توصيل الفكر المروري في وقت مبكر للطفل دون ان يشعر بالملل.
ماذا عن دور حملة أولادنا لنشر الوعي المروري خارج مسقط ؟
التقينا بعدد كبير من الأطفال في صور, وعقدنا ندوات خاصة بالتربية بالباطنة حول السلامة المرورية للأطفال ولطلبة المدارس بصفة خاصة, فالزيارات الميدانية للمدارس جزء لا يتجزأ من عملي, اتمنى ان تنتشر الحملة من مسندم الى صلالة, من خلال توفير كوادر شبابية تنتشر في ربوع السلطنة, وتعمل على نشر الوعي المروري بالنسبة لسلامة الأطفال.
تم نشر هذا الحوار في جريدة السيارات - سلطنة عمان
 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق